التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2020

إدوارد والرب – دليل ميلان كونديرا المختصر للإنسان المقهور

  أبقوا هذا الابتسامة في الذاكرة ينهي كونديرا روايته القصيرة قائلا: أنظروا! هذا صحيح. إدوارد يبتسم! أنه يبتسم وابتسامة سعيدة. لقد خف الثقل – بمفهومه اللاحق في كتاباته – عن كاهله وكاهل ذاكرة الوطن وجيل تائه بين أرجاء وطنه " التشيك "، وتحديدًا “بوهيميا" في تسع سنوات و لما النهاية بالتحديد، لما لم نذكر البداية و التي تحوذ كل اهتمام و رغبة، و تسطر اللاوعي الخاص بنا تمهيدا لما هو قادم؟ لعل ابتسامة الشخصية الرئيسية هو وصولها لأنه محي التكلف و الرضى عن ذاته، حينما نقرأ بواكير أعمال ميلان كونديرا الأساسية، و المبهمة، و لا نقدر أن نخترق – لأننا مقهورين مثله   في هذا العالم – منطق كونديرا الأولى و المسطور في جنبات تلك النوفيلا بنفس فرضياته، لأنه يقول لنا من البداية، هذا الجدية في الشخصية، و الجدية التي حملها و تحملها في ذات الوقت لا فائدة منها، بيد ان العبث كل العبث و التعاسة كل التعاسة كما قال – بنبرة الراوي : آه ، آنساتي و سادتي، ما أتعس حياة المرء حين لا يستطيع ان يأخذ شيئا على محمل الجد ، و لا حتى أحدًا ! هذا ما يبعث على الابتسامة التي يجب ان نتذكرها طويلا كما قال في...

كائن لا تحتمل خفته : الحياة بين يدي كونديرا

  الخفة و الثقل و انت تقرأ تلك الرواية بالتحديد – لأنها عمل متفرد - تمهلت أكثر من عام لأقرر قراءتها ، دائما كنت أقول في نفسي " لست مؤهلا لقرأتها " ، و لا أعلم حتى بعد الانتهاء أنني كنت على صواب أم على خطأ بجوار رطانة المثقفين في أخر أربع سنوات، الكل يقتبس شيء منها وتتحدث بقوة عن فكرة من منطق اقتباس في الرواية الذي يؤخرك عن قراءة عمل مثل هذا، أن الكل يضع الرواية كما يقول كونديرا نوعا من " الكيتش " وبالتحديد الكيتش الأدبي، بأن الرواية هي الأفضل وهي الأجمل، ولا أحد يجرؤ بالكلام أو الحديث عنها، تعلق فقط كعلامة امتياز لمن يقرأها ، في حين مجاهرة البعض بأن الرواية لا تستحق فعلا كل هذا الصخب، بل لا تستحق الجهد المبذول لقراءة كل هذا الورق! كأن القراءة هي مجرد بديهيات المثقف العربي، وبدونها هو جاهل، وخصوصا قراءة الروايات التي يتفق عليها بأنها الأفضل، وليس بمهم رأيه المهم أن يُحصل ما يقدر من عناوين للقراءة تجمع بين الغرابة والشهرة. إذن الرواية هي وصول الأنسان لعالم ما بعد الحداثة، وأجزم بأن مجرد الادعاء بقراءة الرواية في وقت أقل هو محض هراء ولا ليس أقل من هرا...